قصة قصيرة
على جسرِ مدينتا القديم ..
وبالقربِ من بائعِ الحلوى .. أبصرتها
جميلة .. ليس الجمال بجمالها ..
بيضاء تردي عباءة ً ..
خذ ْ .. خذ ْ بني ما طلبتهُ كلمني بائع الحلوى .
فالتفت أليه غاضبا ... من قال لك هذه حلوى لذيذة ؟!
تركته مرددا بني .. بني أنت التي طلبتها
ورحت امشي مهرولا ... في السوق ِ والأزقة ِ
فلم أجد لها إي اثر
ضاعت ..
ضاعت ..
وعدت خائبا لذلك الرجل العجوز ..
وطلبت منه ما طلبته فيما سبق
ضحك العجوز وقال لي :
إن الحلوى التي أردتها
أخذتها مني تلك الفتاة الجميلة التي طاردتها
فقلت : تبا لك يا عجوز !
وبقيت لا اعرف الحل ونظرت إليه ، واذا هوعبوس
فقلت عذرا سيدي
فلم ينفع العذر .. ولا التأسف
وفي اليوم الثاني وقفت منتظرا علها تعود ..
فقال ذلك الرجل بائع الحلوى : لم تأتي اليوم بني .
فقلت له : ومن قال لك هذا ؟
قال : هي .
قلت : هي ؟ قال نعم .
وهز رأسه يخفي عليَّ سرها .
توسلت إليه إن كان يعرف أمرها .
فقال : اذهب بني إلى محطة القطار ،
تراها هناك .
ذهبت مسرعا إلى المحطة ، وجدتها حقا كما قال لي ذلك الشيخ الكبير ..
وقفت أتأمل كيف أتكلم معها ، وما هي الوسيلة في ذلك ؟
مطرقا براسي إلى الأرض ..
وإذا بظل ٍ أمامي .. رفعت راسي .
فإذا هي ..
نعم هي حقا .. قالت وبصوت هادئ : أجئت تسترد مني تلك الحلوى التي أردتها
يوم امس ؟
قلت : لا ، أنت الحلوى التي أردتها .
قالت : حقا ؟ فانا لم اشتري الحلوى إلا إني سمعت من الرجل انك أردتها ، فأخذتها
.
أخرجت الحلوى .. وقالت : هيا بنا نأكلها في حديقة المحطة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق