السبت، 14 يوليو 2012

المرأة والخطيئة ...





هناك خطأ شائع بان المرأة هي سبب المعصية ، وهي التي أخرجت ادم من جنته ، فلذا هي لعنة ..
لكن المتتبع الحقيقي يعرف إن هذا الكائن اللطيف هو ضحية تفسير مجموعة من الشذاذ الفكري المتوحش راح سلط وحشيته تلك عليها ليجعلها عنصر الخطيئة ..
في بادئ الامر علينا النظر الى قصة الخليقة ، قال تعالى :
(( وإذ قالَ ربُك للملائكـة ِ إنـي جـاعـلٌ في الأرض خليفــة ً قالـوا أتجعـل فيهـا مَن يُفسدُ فيهـا ويَسفكُ الدمــاءَ ونحــنُ نُسبحُ بحمـدكَ ونُقـدسُ لكَ قالَ إنـي أعـلمُ ما لا تعــلمـون (30) وعـلمَ آدمَ الأسـماءَ كُلهـا ثمَ عـرَضَـُهم عـلى المـلائكــة ِ فقـالَ أنبئوني بأسـماء هـؤلاء إن كنتـم صـادقين (31) قـالـوا سُبحـانكَ لا عـِلمَ لنا إلا ما عَلمتنــا إنـك أنتَ العليـمُ الحكيـم (32) قالَ يا آدم أنبِهُم بأسمائهـِم فلمـا أنبـأهُم بأسمائهـِم قالَ ألمْ اقــُل لـكم إنـي أعلمُ غيب َ السمواتِ والأرض وأعلـمُ ما تبـدونَ وما كنتم تكتمُـون (33) وإذ قُلنـا للمـلائكـــةِ اسـجدوا لآدمَ فسـجدوا إلا إبليسَ أبـى وأستكبرَ وكان من الكـافــرين (34) وقُـلنـا يا آدمُ اسـكنْ أنتَ وزوجُـكَ الجنـةَ وكـُلا منها رغـدا حيثُ شئتما ولا تَقربا هذه الشـجرةَ فتكونا من الظالمين (35) فأزلهُما الشيطانُ عنها فأخرجهُما مما كانا فيه وقُلنا اهبطـوا بعضـكم لبعضٍ عـدوٌ ولكم في الأرض مُستقرٌ ومتاعٌ إلى حـين (36) فتلقـى آدمُ من ربـهِ كلماتٍ فتابَ عليهِ إنـه هـو التـوابُ الرحيم (37) قُلنا اهبطوا منها جميعـا فإما يأتيَنكُم منى هـدى فمـن تًبِعَ هُداي فلا خـوفٌ عليهـم ولا هـم يحزنون (38)). سـورة البقــرة
(( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) ... )) الاعراف
(( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)... )) سورة طه .
ومن خلال النصوص القرانية نلاحظ ان المراة لم تكن هي السبب في خروج ادم بل ابليس ، هو من غواهما وارتكبا الخطئية ، بتعبير اخر الجنسين هما من فعلا الخطيئة ولا ترتكز الخطيئة على جنس دون اخر ، وفي سورة طه تحدد بان الرجل هو صاحب الخطيئة الاولى لان الشيطان وسوس اليه .

الخطيئة في الحضارات القديمة كالسومرية كانت تربط بين ( الأفعى ) و( المرأة ) ولهذا طورت الديانة اليهودية المقتبسة افكارها من ديانة بلاد الرافدين ( هذا الأمر فوضعت مثلثا يتألف من (المرأة – الأفعى – الشيطان)، (المهم أن الثلاثة وحدة واحدة، داخل مثلث يمكن تسميته بـ( مثلث اللعنة التاريخي)) كما يشير (إبراهيم محمود) في كتابه (الضلع الأعوج – المرأة وهويتها الجنسية الضائعة – دار رياض الريس – بيروت – 2004.. )


ولقد جاء في (سفر التكوين) وهو أحد الأجزاء الأساس في (العهد القديم) تأكيداً لهذه النظرة : (وسمعا "آدم وحواء" صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. فأختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟.
فقال سمعتُ صوتك في الجنة فخشيتُ لأني عريان فاختبأت.
فقال ( أي الرب ) :من أعلمك أنك عريان. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها.
فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟
فقالت المرأة: الحية غرَّتني فأكلت.
فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك. وأضع العداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه.
وقال للمرأة: تكثيرا أُكثرُ أتعابَ حبلك. بالوجع لتدين أولاداً. وإلى رجُلِكِ يكون اشتياقك وهو يسود عليك.
وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تُنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق جبينك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب وإلى التراب تعود).
فالنص العهدوي القديم مثير للدهشة !!
كما انه لا يبرا الرجل مع العصيان لانه أيضا عصى ربه ، ولهذا عوقب بالتعب كل ايام حياته ، ياكل شوكا وحسكا وعشب حقل ويعود الى الارض لانه تراب !! لكن الديانة اليهودية تبرا الرجل من العصيان وتلقي بالائمة على المراة !!


(( وربما كانت الديانة المسيحية هي الأكثر ارتباطا بفكرة الخطيئة في منظومتها اللاهوتية. وإذا ما كان النص القرآني لا يذكر اسم (حواء) بالاسم، وإنما يخاطب آدم (أنت وزوجك) بل وان العصيان لم يأت من زوجة آدم وإنما منه (فوسوسَ إليهِ الشيطانُ قالَ يا آدمُ هل أدُلَكَ على شجرةِ الخُلدِ ومُلكِ لا يَبلى (120) فأكلا منها فبَدتْ لَهُما سوءتُهُما وطفقا يحصِفانِ عليهما من ورقِ الجنةِ وعصى آدمُ ربـَّهُ فغـوى (121) ثم اجتباهُ رَبـُّهُ فتابَ عليهِ وهـدى (122)) (سورة طـه).
الديانة المسيحية كالديانة العبرية تحدد للخطيئة أصل أنثوي ، حيث أغرت (حواء) زوجها (آدم( صحيح أن المسيحية تجاوزت في بعض جوانبها من خلال شخصية السيدة (مريم العذراء)، لكن لم يتم هذا الأمر ببساطة (فلكي يتم تحرير المرأة (مريم) من حضور الحية/الشيطان فيها، يتم استحضار الروح القدس، حيث تحل (مريم). (الروح القدس) هنا تذكير بالسطوة الذكورية، ولكنها سطوة مطلقة، إنها رحمانية. وهي إذ تؤكد طهرانية المرأة (مريم العذراء) إنما تلغيها في الوقت نفسه، حيث لا تسميها، بل يبرز تجريمها بصورة مضاعفة.
أولاً: لأنها امرأة، والمرأة هي أصل الخطيئة، تلك التي لا يشك فيها ، ثانياً لأنها تُحبل بالروح القدس في تجليها الإلهي، حيث تحل محلها، وتسمو بالذكورة، كما في (باسم الرب والابن والروح القدس)….. وفكرة الغفران، وافتداء البشرية تدخل ضمن إطار التطهير من إثم الخطيئة الأصلية تماماً، والرجل (ممثلا بالمسيح) يُقدّم هنا الضحية التاريخية والثمن المتجدد لغلطة المرأة الحوائية القاتلة على مر الزمن ويبرز الشيطان واضحاً في (العهد الجديد). إنه بديل حياتي عن المرأة، وخصوصاً في تحدي المسيح له، وتبرز المرأة في أوزارها، باعتبارها أصل الخطيئة كما يؤكد ذلك (إبراهيم محمود) في كتابه (الضلع الأعوج – المرأة وهويتها الجنسية الضائعة ) .
ولهذا اتباع المسيح اظهروا مقدرة كبيرة على استيعاب قوانين اليهودية في ممارساتهم السياسية. بولس كان يعتبر النساء أقل منزلة من الرجال، فهو القائل:
(( لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذونآ لهن فى الكلام بل أمرن أن يخضعن للطاعة،هكذا تأمر الشريعة، فأن أردن أن يتعلمن شيئآ ليسألن رجالهن فى المنزل، لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم فى الكنيسة))، وكتب أيضا (( لا أسمح للمرأة أن تعلم ولا أن تغتصب السلطة من الرجل ولا تتسلط ، وعليها أن تبقى صامتة لأن آدم كون أولآ، ثم حواء،ولم يكن آدم هو الذى انخدع بل المرأة انخدعت،فوقعت فى المعصية)).
يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل ".
الامر الذي يشيرالى ان المرأة تخضع لمجتمع يحكمه الرجال، بالضبط حسب سلوكية عصر الرومان القديمة.
وفي مكان آخر من ذات الرسالة يقول :
" لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة "
ويقول في مكان آخر أيضا من نفس الرسالة : " ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل "
وفي رسالته الأولى إلى تيموثاوس يقول :
" لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكني لست آذن للمرأة أن تـُعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدّي "
وفي رسالته إلى أهل أفسس يقول :
" ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء ".
وفى القرن الخامس أجمعت المسيحية على أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ما عدا أم المسيح ، وتسأءلوا هل تعد المرأة إنسانا أم غبر إنسان؟
في القران لم تكن المراة صاحبة الخطيئة الاولى ، لان الشيطان وسوس الى ادم فازلهما من جنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق