ذكر الباحث صموئيل كريمر في كتابه ( من ألواح سومر) نصاً يمثل أقدم أغنية في العالم وهي تدور حول
عروس مبتهجة والملك (شو – سين) أحد ملوك اور 4000
عام قبل الميلاد وهذه مقاطع من الأغنية :
((أيها العريس الحبيب إلى قلبي،
((أيها العريس الحبيب إلى قلبي،
جمالك باهر، حلو، كالشهد،
أيها الأسد الحبيب إلى قلبي،
جمالك باهر، حلو، كالشهد،
لقد أسرت قلبي فدعني أقف بحضرتك،
وأنا خائفة مرتعشة،
أيها العريس سيأخذونني إليك إلى غرفة
النوم،
لقد أسرت قلبي فدعني أقف بحضرتك،
وأنا خائفة مرتعشة،
أيها العريس دعني أدللك،
فإن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد،
وفي حجرة النوم، الملأى بالشهد،
دعنا نستمتع بجمالك الفاتن،
أيها الأسد، دعني أدللك،
فان تدليلي اطعم وأشهى من الشهد،
أيها العريس قد قضيت وطر لذتك مني،
فابلغ أمي وستعطيك الأطايب،
أما أبي فسيغدق عليك الهبات)) .
فالعراق عرف الغناء منذ آلاف السنين ، وكذلك
وسائل الطرب كالقيثارة والدف ، فهما موجدتان في المنحوتات الطينية الأثرية ، وإذا
رسم العود رسم في مخيلتنا العصر العباسي ، وزريابه الشهير.
وأول شيء يسمعه الطفل العراقي هي أغنية (
لوليـله ) ترددها له أمه يوميا وبدون ملل ، حتى وان دخل المدرسة تعلم من معلموها
الأناشيد والأغاني البريئة .
الكل في العراق يغني فلا يتركز على قوم
معين أو فئة معينة.
وعلى سبيل المثال أغنية ترددها الفتيات
في ميسان ( وهي من الفلكلور القديم ) :
آخ آخ من عيني
كل الوجع من عيني
لوما ألكحله بعيني
جالعبيت جوز وفرد
ذبلي من الشيشة مي ورد
آخ آخ من خدي
كل الوجع من خدي
لوما الحمرة أبخدي
جالعبيت جوز وفرد
ذبلي من الشيشة مي ورد
آخ آخ من أيدي
كل الوجع من أيدي
لوما المحبس بيدي
جالعبيت جوز وفرد
ذبلي من الشيشة مي ورد
هناك أغنية لقيصر الغناء العربي ( كاظم
الساهر) ، شبيهه إلى حد كبير من هذه الأغنية ، ويحتمل أنها مأخوذة من الأغنية
الأنفة الذكر، حيث يقول فيها :
صب لي من أيدك مي ورد
عطرك يخليني أنسعد
آه و آه من راسي
كل البلاء من راسي
سلمها من أول يوم كل مفاتيح إحساسي
دايخ يفكر بيها
ويكَول ما عندي قصد
صب لي من أيدك مي ورد
فالكل يغني ويطرب ولا فرق بين الاثنين ..
بين مجموعة من الفتيات وبين القيصر، ما دام الاثنين من ارض الرافدين .
والذي يثير غضبي اثنين عراقي ابتعد عن
تراثه وراح يتخبط لا يعرف ما يفعل همه صوره وقصة شعره وهو لا يعمل على أخراج
الأغنية بحلة جديدة ، دعك عن هذا بل يحفظ لنا تراث الذين سبقوه ( أمثال ناظم
الغزالي ، سلمان المنكوب ، داخل حسن ، قحطان العطار ، حسين نعمه ، ..... ) أما أغنية لم نسمع منها الا الطبل والصياح أمثال
أغاني الشباب( !!!) كـ( يمه كرصتني العكربه ، أو شكل لامي من أروح انكسرت الشيشة
..) وهناك الكثير من الكلام الفارغ ، خذ مثلا للاغاني الجميلة أغاني ( شكَول عليك
؟ ... أو بس تعالوا... أو فوك النخل فوك ...)
تشعر بالارتياح عند سماع مثل هذه الأغاني
، تطرب وتحزن حسب نوع الأغنية أما أغنية اليوم ففيها هرج ومرج ..
والشيء الثاني الذي يثير غضبي هو (
انتقاد!! ) بعض من المطربين للأغنية العراقية ولمطربيها الكبار ، خذ مثلا محمد عبده المطري السعودي ينتقد القيصر بأنه لا
يجيد الأغاني وكذلك اللحن !!!
مهلا عبده من أنت ؟ حتى تقيـّم القيصر ،
وهل أنت تعرف العزف حتى تنتقده ، عجيب أمر هؤلاء ، فمتى عرف أبناء الصحراء اللحن
(خيمة ممزقة والاباعر جالسة بالقرب منهم تصور هذا هو مسرحهم ) !!!
لكن هناك شيء محزن ألا هو فقدان العراق
للحنجرة الصوتية النسوية ، فالعراق يعاني من شحة نساء مغنيات ، والمغنيات اليوم لا
يتجاوز عددهن الأصابع .
فما السبب ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق