السبت، 14 يوليو 2012

( تلويلة بدر شاكر)


تلويلة بدر شاكر..
هكذا أنا اسميها ..
كانت أمي الله يحفظها تلولي لأخي الصغير ( علي ) ... لكي تهدأ من روعه وتسكته عن البكاء ... لأنها تتألم حين ترى دموعه على خده الأبيض ... تضعته في حجرها الحنون وانا اجلس بالقرب منها لانني اطرب لسماع صوت امي .. فهي تقول :
شفت الهوه حرك الباب .... وحسبالي طبة حباب ... ثاري الهوه والباب جذاب ...

بدر هنا يلولي لنفسه لانه فقد امه لغربته البعيدة عنها فهو يقول :
الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك
أين كفك و الطريق
ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
الباب ما قرعته غير الريح
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
هي روح أمي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي
آه يا ولدي البعيد عن الديار
ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق ....

ثم يقف مناديا وما اجمل النداء محملا بالحزن والرقة فهو يقول :
أماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق و لا نوافذ في الجدار

يتمنى ابن جيكور ان ترجع ملهمته ليسمعها صرخات قلبه المذبوح من وجع الحنين ... لمن ؟؟
الى العراق ... فهو يقول :
أماه ليتك ترجعين
شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
قسمات وجهك من خيالي
أين أنت أتسمعين
صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق


الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق